حذر وزير الخارجية الأمريكي السابق، هنري كيسنجر، مهندس التقارب التاريخي بين واشنطن وبكين في سبعينيات القرن الماضي، من أن التوتر بين الولايات المتحدة والصين يهدد العالم بأسره، وقد يؤدي إلى نزاع غير مسبوق بين الدولتين العملاقتين عسكريا وتقنيا، وأن القدرات الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية الهائلة للقوتين العظميين تجعل التوتر الحالي أخطر من ذاك الذي حدث في الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي،وهذه “أكبر مشكلة للولايات المتحدة، وأكبر مشكلة للعالم بأسره”.
وأوضح الدبلوماسي الأمريكي المخضرم أنه على الرغم من أن خطر نشوب نزاع نووي كان كبيرا خلال الحرب الباردة، إلا أن التقدم التكنولوجي الحالي في مجال الأسلحة النووية، والذكاء الاصطناعي، وهما قطاعان تتصدرهما الولايات المتحدة والصين، أديا إلى “مضاعفة خطر نهاية العالم”.
وأضاف وزير الخارجية السابق: “للمرة الأولى في التاريخ، تمتلك البشرية القدرة على التدمير الذاتي في وقت محدود”. وأضاف: ” لقد طورنا تقنيات تتمتع بقوة كان لا يمكن تصورها قبل سبعين عاما”.
وتابع قائلا: “المسألة النووية تضاف الآن إلى المسألة التكنولوجية التي ترتكز، في مجال الذكاء الاصطناعي، إلى واقع أن الإنسان يصبح شريكا للآلة، وأن الآلة يمكنها تطوير حكمها الخاص”، معتبرا أنه “في نزاع عسكري بين قوتين تكنولوجيتين عظميين، يرتدي هذا الأمر أهمية كبرى”.
ورأى كيسينجر أنه لا يمكن مقارنة هذا الوضع بالحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.
وأوضح أن “الاتحاد السوفيتي لم يكن قوة اقتصادية، وكانت قدراته التكنولوجية عسكرية”، مشيرا إلى أن الاتحاد السوفيتي “لم يكن لديه التطور التكنولوجي الذي تتمتع به اليوم الصين التي تمتلك قوة اقتصادية هائلة، بالإضافة إلى قوتها العسكرية الكبيرة”، لافتا إلى أنه يجب على الولايات المتحدة أن تبقى حازمة في المبادئ، وأن تطالب الصين باحترامها، مع الإبقاء على حوار مستمر وإيجاد مجالات للتعاون مع بكين