لا يوجد أسلوب معين لتربية الطفل، فهى تختلف من أسرة إلى أخرى، فالتربية الناجحة تستوجب استخدام مجموعة كبيرة من الأساليب، وعدم الاقتصار على أسلوب معين، ونقتنع جميعا أن أساس نجاح تربية الطفل يرجع إلى مشاركة الوالدين في ذلك.
فتعريز القيم والمبادئ والأخلاق في الأطفال من صغرهم ليس بالأمر الهين، بل عبء على اكتاف الوالدين يجب أن يحملوه تجاه أطفالهم، ثم يأتى بعد ذلك دور المدرسة فى تثبيت تلك القيم، من خلال مشاركة الأسرة فى بناء كيان الطفل على نهج صحيح حتى يصبح شخص صالح فى المجتمع.
كنت أعمل معلمة للمرحلة الثانوية التجريبية ونظرا لوجود مدرسة في السيدة زينب كانت حالتها متدهورة جدا انتدبني وزير التربية والتعليم للمدرسة بعد زيارته لها، استلمت المدرسة وهي تبدأ من مرحلة الحضانة إلى المراحل التعليمية المختلفة، وبدأت كل يوم في طابور الصباح القي خطبة عن التربية السليمة للأطفال، فكنت أحثهم على عدم الكذب والنظافة والنظام والمحافظة على المدرسة والممتلكات العامة والخاصة والأمانة، وبعد عدة محاضرات وجدت صدى عند الأطفال، وكنت أتابع بنفسي ذلك، فكنت أجد الطفل يحرص بشكل دائم على نظافة مدرسته، فلو وجد ورقة ملقاة على الأرض يضعها في سله المهملات، وليس هذا فقط، فكانوا يحافظون على أثاث المدرسة، وتغيرات كثيره في سلوكهم، إضافة إلى لقائي المستمر مع الأمهات للتوعية الصحيحة في تربية الأولاد.
ولم أكتف بهذا فعلى الرغم من استشهاد ابني، وحالتى الصعبة التى أعيشها من وجع وألم على فراق فلذة كبدي، كنت أحتفل معهم بنصر أكتوبر لأنمي فيهم الوطنية وحب البلد، وأحكي لهم عن أبطال حرب أكتوبر الذى دافعوا عن أرض مصر ضد المحتل الصهيوني لأخر قطرة من دمائهم حتى لا ننسى ذكراهم.
فيجب علينا جميعا أن نتأكد من أن التربية السليمة للطفل تبدأ من الطفولة، فالطفل يتشكل من صغره، فمن تربى على الصح يعيش طيلة عمره على الصح فينفع اسرته وبالتالي المجتمع، ومن تربى على الخطاء فسيسبب المتاعب لأسرته ومجتمعه .
والأم هي المسئولة الأساسية في تربية الطفل لأنه ملتصق به ويحاكيها فلابد أن تكون قدوة، وكذلك المعلم والمعلمة في المدرسة لابد أن يكونا قدورة في جميع تصرفاتهم واخلاقهم للتلاميذ، حتى نربي نشأ صالح ينفع نفسه وينفع بلده.
أحلام محمد أحمد والدة الشهيد النقيب محمود أبو العز ضابط شرطة مصر القديمة