في أحدى المحاضرات عن الزواج وعلاقة الرجل بالمرأة سألت سؤالاً للحضور .. هل يمكنكم إخباري قبل الزواج ما الذي تمثله فكرة الزواج لديكم، وعلى أساسها تزوجتم ؟ في البداية ساد الصمت فالجميع يفكر حقاً في إجابة سؤال سهل نظرياً، ولكن في حقيقة الأمر هو سؤال صعب وسنتعرف بعد عدة سطور عن الأسباب.
وبعد التفكير كانت الإجابات كالآتي : إحداهم قالت : أحببت فتزوجت .. وآخر قال : الزواج نصف الدين .. وقال آخر: سنة الحياة ولابد من إستمراره لإعمار الأرض، يالها من إجابات رائعة ولكنها تطبق للأسف تحت شعار الجملة الشهيرة ( هذا ما وجدنا عليه آبائنا وأجدادنا ).
ماهو مفهوم الزواج إذا ؟
وضعت مفهوم الزواج تحت المجهر فتجلت في تلك الآية الكريمة “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون”، وسأختصر لكم الفكرة في نقاط .
١- خاطب الله تعالى الرجال قائلاً أنه خلق لهم من أنفسهم (من ضلعهم الأيسر ) أزواجاً وهي المرأة .. فهل يؤذي الإنسان نفسه أو جزء منه.
٢- عندما خلق الله حواء من الضلع الأيسر لآدم خلقها وهو نائم حتى لا يتألم ف يكرهها بعد أن كان يشتاق لوجود ونيس له من جنسه فالزوجة لم توجد في حياتك لإرهاقك وألمك بل هي ونيسك الحقيقي.
٣- حدد الله عز وجل وظيفة المرأة بالنسبة للرجل وهي ( السكنى ) … ولكي تتعرفي عزيزتي حواء على مفردات وظيفتك دعيني أذكر لكٍ تلك الآيات كأمثلة بسيطة …
(جعل لكم الليل سكناً) سكون الراحة….
(هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين) أوجد الثبات والطمأنينة ..
(صل عليهم إن صلاتك سكن لهم ) تطمئن قلوبهم بدعواتك …
وعليه وعلى الكثير غيرهم ف إن وظيفتك عزيزتي ( الراحة _ الطمأنينة_الإستقرار _ الحنان _الأمان _السلام _ الحماية ) أجل أنتي سكون النفس وراحة القلب لزوجك فهل تقومين بوظيفتك حقاً ؟.
٤- في العلاقة القائمة بين الرجل والمرأة جعلها الله عز وجل قائمة بالمودة والرحمه وليس بالحب .. لأن الحب ينتهي بإنتهاء الرغبات والشهوات والأسباب المرتبط بها .. أما المودة فتشمل ( المحبة والألفة والتفاهم ) وتظهر دائماً في مواقف الإستقرار بين الزوجين .. وأما الرحمه فتشمل (الرأفة والعطف والشفقة ) وتظهر واضحة عند الشدائد أو المشاكل الزوجية …
5- كل ماسبق تيسيراً وتسهيلاً وتوضيحاً لمن أراد الزواج وعليكم أن تتدبروا الأمر.
عزيزتي المرأة .. عزيزي الرجل .. الزواج علاقة من أغرب وأقرب وأوثق العلاقات بل هي أقرب وأوثق حتى من علاقة الرضيع بأمه، فإن تعلمنا تلك الآية وعلمناها لأولادنا وعرفنا حقاً المفهوم والفكرة الحقيقية للزواج وليس كما وجدنا آبائنا وأجدادنا، فستكون حياتنا الزوجية حتى في وجود المشاكل المختلفة أشبه بجنة على الأرض.